سقوط العولمة وانبعاث سياسة الاحلاف
الأحد أغسطس 29, 2010 7:21 am
العولمة بشكلها
الحالي تهدد دولاً لا حول لها ولا قوة وهي تعرض للخطر ملايين
الأشخاص000“
والكلام ليس
لمخلوق تراثي متشدد-ديني أو أممي أو قومي، بل هو لرئيس وزراء جامايكا باترسون.
ومناسبة الكلام افتتاح مؤتمر الدول الخمس عشرة. حيث استقبل الحضور كلامه بالتصفيق
وقوفاً.
ما الذي قاله
باترسون فاستدعى هذا الحماس من حضور المؤتمر؟ ومن هم هؤلاء؟
إن الفرص
الهائلة التي تحملها العولمة تقترن بمخاطر تهدد بقاء اقتصاد البلد ذاته. إذا كان
بلداً من بلدان العالم النامي. لذلك يجب إبطاء إيقاع واتجاه العولمة الراهنين،
لأنهما يحملان معهما الخراب. أما عن صندوق النقد الدولي، فقال باترسون: إن توصيات
الصندوق برفع أسعار الفائدة في الدول المضطربة اقتصادياً، يؤدي إلى الكساد (الناجم
عن تجميد الأموال للحصول على الفوائد المرتفعة) وبعده الإفلاس. وفي المؤتمر نفسه
يقول مهاتير محمد (رئيس وزراء ماليزيا): إن الجهود الخارجية الهادفة لحل الأزمة
المالية العالمية، بسبب الفقر لملايين الأشخاص، وتحرم الدول النامية (ومنها النمور
الآسيوية) من استقلالها.
أهمية هذا
الكلام وغيره مما قيل في هذا المؤتمر، تأتي من كون الدول المشاركة فيه قد اكتوت
بنار العولمة، ومعها نار الصندوق الدولي الممهد لها، وخرجت من تجربتها مكتوية
مفلسة، تجد صعوبة في الحفاظ على استقلالها. خصوصاً وإن الإفلاس، والفقر الذي
يصاحبه، يفجر التناقضات الداخلية في هذه البلدان. وهي تناقضات يخمدها الرخاء
ويكبتها.
أما عن دول هذه
المجموعة فهي: المكسيل وماليزيا والبرازيل وتشيلي ومصر والجزائر والهند وزيمبابواي
وبيرو والسنغال وسريلانكا وفنزويلا وكينيا ونيجيريا وأندونيسيا وجامايكا والأرجنتين
*أي أنها أصبحت 17 دولة عوضاً عن 15 دول*.
ولعل التصريح
الأخطر في المؤتمر هو تصريح مهاتير محمد: إن النمور الآسيوية العظيمة، لم يعد لها
وجود. فقد صغرت هذه الدول وتراجعت حتى باتت تطلب المعونات، فأصبحت ظلالاً
لأنفسها(قبل إفلاسها) وأطيح بحكوماتها، وتقوضت أنظمتها السياسية بشدة، حتى باتت
عاجزة عن الحكم الفعلي لبلدانها. فقد بات على هذه الدول أن تقبل التدخل والتوجيه
الأجنبي لشؤونها الداخلية. تابع مهاتير قائلاً: “ربما نجد أن استقلالنا الذي حصلنا
عليه أخيراً قد تقو
هذه عينات من
عبر وتجارب عرضت في قمة منتجع مونتيجو باي بجامايكا. وهي تكاد تجمع على المزاوجة
بين العولمة الراهنة، وبين شركات توظيف الأموال. فالإثنان يعطيان مكاسب كبيرة في
البداية ويذهبان بكل شيء في النهاية.
لقد تبدت مشاعر
الندم، والتراجع عن الخطوات المتخذة كافة على طريق العولمة الاقتصادية، لدى ممثلي
الدول 17، وغالبيتها ممثلة على صعيد رؤساء الوزارات، وبعضها على مستوى الرؤساء.
وبذلك تكون هذه العولمة قد فقدت عيناتها التي استخدمتها للدعاية، بل
أن هذه العينات تتحول إلى فضائح، وهي قد بدأت تعطي مفعولاً دعائياً مضاداً لهذه
العولمة.
ولكن ماذا عن حتمية العولمة؟ لقد بات الجميع يعلم أن العولمة
الحتمية أو المقبلة حتماً، هي غير العولمة التي يشكو منها حضور هذا المؤتمر.
فالعولمة الحتمية لا تقبل أن تكون المنظمات الدولية ومؤسساتها والتجمعات العالمية
وفروعها، تحت هيمنة دولة واحدة هي الولايات المتحدة. وهذه الهيمنة جعلت كثيرين
يساوون بين العولمة (بنموذجها الراهن) وبين الأمركة وهم يرفضون حكماً عالميتها.
وهذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو هل تقبل الولايات المتحدة بتمرير العولمة وفق نموذج
مخالف لنموذجها الأميركي الراهن؟
الحالي تهدد دولاً لا حول لها ولا قوة وهي تعرض للخطر ملايين
الأشخاص000“
والكلام ليس
لمخلوق تراثي متشدد-ديني أو أممي أو قومي، بل هو لرئيس وزراء جامايكا باترسون.
ومناسبة الكلام افتتاح مؤتمر الدول الخمس عشرة. حيث استقبل الحضور كلامه بالتصفيق
وقوفاً.
ما الذي قاله
باترسون فاستدعى هذا الحماس من حضور المؤتمر؟ ومن هم هؤلاء؟
إن الفرص
الهائلة التي تحملها العولمة تقترن بمخاطر تهدد بقاء اقتصاد البلد ذاته. إذا كان
بلداً من بلدان العالم النامي. لذلك يجب إبطاء إيقاع واتجاه العولمة الراهنين،
لأنهما يحملان معهما الخراب. أما عن صندوق النقد الدولي، فقال باترسون: إن توصيات
الصندوق برفع أسعار الفائدة في الدول المضطربة اقتصادياً، يؤدي إلى الكساد (الناجم
عن تجميد الأموال للحصول على الفوائد المرتفعة) وبعده الإفلاس. وفي المؤتمر نفسه
يقول مهاتير محمد (رئيس وزراء ماليزيا): إن الجهود الخارجية الهادفة لحل الأزمة
المالية العالمية، بسبب الفقر لملايين الأشخاص، وتحرم الدول النامية (ومنها النمور
الآسيوية) من استقلالها.
أهمية هذا
الكلام وغيره مما قيل في هذا المؤتمر، تأتي من كون الدول المشاركة فيه قد اكتوت
بنار العولمة، ومعها نار الصندوق الدولي الممهد لها، وخرجت من تجربتها مكتوية
مفلسة، تجد صعوبة في الحفاظ على استقلالها. خصوصاً وإن الإفلاس، والفقر الذي
يصاحبه، يفجر التناقضات الداخلية في هذه البلدان. وهي تناقضات يخمدها الرخاء
ويكبتها.
أما عن دول هذه
المجموعة فهي: المكسيل وماليزيا والبرازيل وتشيلي ومصر والجزائر والهند وزيمبابواي
وبيرو والسنغال وسريلانكا وفنزويلا وكينيا ونيجيريا وأندونيسيا وجامايكا والأرجنتين
*أي أنها أصبحت 17 دولة عوضاً عن 15 دول*.
ولعل التصريح
الأخطر في المؤتمر هو تصريح مهاتير محمد: إن النمور الآسيوية العظيمة، لم يعد لها
وجود. فقد صغرت هذه الدول وتراجعت حتى باتت تطلب المعونات، فأصبحت ظلالاً
لأنفسها(قبل إفلاسها) وأطيح بحكوماتها، وتقوضت أنظمتها السياسية بشدة، حتى باتت
عاجزة عن الحكم الفعلي لبلدانها. فقد بات على هذه الدول أن تقبل التدخل والتوجيه
الأجنبي لشؤونها الداخلية. تابع مهاتير قائلاً: “ربما نجد أن استقلالنا الذي حصلنا
عليه أخيراً قد تقو
هذه عينات من
عبر وتجارب عرضت في قمة منتجع مونتيجو باي بجامايكا. وهي تكاد تجمع على المزاوجة
بين العولمة الراهنة، وبين شركات توظيف الأموال. فالإثنان يعطيان مكاسب كبيرة في
البداية ويذهبان بكل شيء في النهاية.
لقد تبدت مشاعر
الندم، والتراجع عن الخطوات المتخذة كافة على طريق العولمة الاقتصادية، لدى ممثلي
الدول 17، وغالبيتها ممثلة على صعيد رؤساء الوزارات، وبعضها على مستوى الرؤساء.
وبذلك تكون هذه العولمة قد فقدت عيناتها التي استخدمتها للدعاية، بل
أن هذه العينات تتحول إلى فضائح، وهي قد بدأت تعطي مفعولاً دعائياً مضاداً لهذه
العولمة.
ولكن ماذا عن حتمية العولمة؟ لقد بات الجميع يعلم أن العولمة
الحتمية أو المقبلة حتماً، هي غير العولمة التي يشكو منها حضور هذا المؤتمر.
فالعولمة الحتمية لا تقبل أن تكون المنظمات الدولية ومؤسساتها والتجمعات العالمية
وفروعها، تحت هيمنة دولة واحدة هي الولايات المتحدة. وهذه الهيمنة جعلت كثيرين
يساوون بين العولمة (بنموذجها الراهن) وبين الأمركة وهم يرفضون حكماً عالميتها.
وهذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو هل تقبل الولايات المتحدة بتمرير العولمة وفق نموذج
مخالف لنموذجها الأميركي الراهن؟
رد: سقوط العولمة وانبعاث سياسة الاحلاف
الأحد أغسطس 29, 2010 7:25 am
ولكن ماذا عن حتمية العولمة؟ لقد بات الجميع يعلم أن العولمة
الحتمية أو المقبلة حتماً، هي غير العولمة التي يشكو منها حضور هذا المؤتمر.
فالعولمة الحتمية لا تقبل أن تكون المنظمات الدولية ومؤسساتها والتجمعات العالمية
وفروعها، تحت هيمنة دولة واحدة هي الولايات المتحدة. وهذه الهيمنة جعلت كثيرين
يساوون بين العولمة (بنموذجها الراهن) وبين الأمركة وهم يرفضون حكماً عالميتها.
وهذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو هل تقبل الولايات المتحدة بتمرير العولمة وفق نموذج
مخالف لنموذجها الأميركي الراهن؟
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى